مالي تشتعل…قاعدتان عسكريتان شمال مالي في قبضة متمردي أزواد
إن التدهور الجديد للوضع في شمال مالي يؤدي إلى عواقب وخيمة فقد اندلعت معارك جديدة بين الجيش المالي ومسلحي تنسيقية حركات أزواد في شمال البلاد، الأحد. وأعلن المتمردون سيطرتهم على قاعدتين للجيش في مدينة ليري وسط البلاد، على بعد 500 كيلومتر غرب مدينة بوريم.
فقد أظهر الفيديو المنتشر إحراق عربة صينية الصنع من طراز (Norinco VP 11 MRAP) تابعة للقوات المسلحة المالية (FAMa) أثناء الهجوم على معسكرب مدينة ليري على بعد 500 كيلومتر غرب مدينة بوريم وقد تلقت القوات المسلحة المالية (FAMa) العشرات من هذا النوع من المركبات في مارس من هذا العام.
ومن الواضح من الفيديو أن عناصر القوات المسلحة المالية تحتاج إلى دمج تدريبات الدفاع عن قاعدة العمليات الفيدرالية (FOB) وتحديد مواقع الحراسة التكتيكية من أجل مواجهة مثل هذه الهجمات ، وعلي ما يبدوا من مقطع الفيديو أنهم تفاجأوا وهربوا للنجاة بحياتهم قبل أن يتمكنوا من البدء في صد الهجوم والإشتباك مع عناصر المتمردين بشكل صحيح.
وقد أظهرت عدة فيديوهات إحراق المتمردين لبعض المركبات داخل هذه القواعد ، ويقاتل تحالف المتمردين، الذي يطلق عليه تنسيق حركات أزواد، الجيش منذ أغسطس الماضي لأسباب مختلفة، بما في ذلك رحيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي ساعدت لسنوات في الحفاظ على الهدوء الهش.
وتتصاعد حدة الاشتباكات بين الجانبين، حيث يحاول كل طرف السيطرة على المنطقة الواقعة وسط الصحراء وشمال مالي مع انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وفي الأسبوع الماضي، قالت تنسيقية حركات أزواد، التي شكلتها الطوارق شبه الرحل، إنها هاجمت أربعة مواقع للجيش حول بلدة بوريم ولاذت بالفرار بمركبات وأسلحة وذخائر.
وقال المتحدث باسم التنسيقية محمد مولود رمضان، إن قوات التنسيق سيطرت على المعسكرين بالليري. وأعلنت القوات المسلحة في مالي في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقا) مساء الأحد، وقوع هجوم في ليري وجار الرد، دون تقديم تفاصيل. ولم يذكر أي من الجانبين ما إذا كان قد قُتل أو أصيب أحد في الاشتباكات.
ويشكو الطوارق منذ فترة طويلة من إهمال الحكومة ويطالبون بالحكم الذاتي للمنطقة الصحراوية التي يطلقون عليها اسم أزواد. وسيطرت الجماعات الإرهابية على تمرد الطوارق في عام 2012، وواصلت مهاجمة المدنيين والعسكريين.
وتزامن تجدد النشاط العسكري للانفصاليين مع سلسلة هجمات نسبت إلى جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي. وفي أغسطس الماضي، أعلنت الجماعة الإرهابية “الحرب في منطقة تمبكتو”.ووقعت تنسيقية الحركات الأزوادية اتفاق سلام مع الحكومة والميليشيات الموالية لها عام 2015، برعاية جزائرية.
وتصاعدت التوترات بين الجانبين مرة أخرى بعد انقلابين عسكريين في عامي 2020 و2021، والتعاون مع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، وطرد القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وفي سياق متصل فقد وقع زعيم المجلس العسكري الحاكم عاصمي جويتا، السبت، اتفاقية دفاع مشترك مع زملائه في النيجر وبوركينا فاسو تهدف إلى تشكيل تحالف عسكري ووعد بمساعدة الدول الثلاث لبعضها البعض إذا تعرضت للخضوع. هجوم يؤثر على سيادتها أو سلامة أراضيها.
خلال الأسبوع الماضي فقدت مالي ومجموعة فاغنر الأصول العسكرية التالية: طائرة من طراز Su-25، وطائرة هليكوبتر من طراز Mi-8، ودبابة قتال رئيسية من طراز T-54 MBT، و عدد 2 مركبة دعم ناري مزودة بمدفع ZU-23 AA من طراز (BRDM-9P133)